كورين شلفون
عدد الأفراد المصابين به يتزايد بمعدل أسرع من أنواع أخرى من السرطان، ويبقى السبب الأساس لظهوره غير واضح. هو أكثر شيوعاً لدى النساء منه لدى الرجال، ويمكن أن يصيب الناس في سنٍّ أبكر من أيّ سرطان آخر، بين 20 و54 عاماً. إنّه سرطان الغدّة الدرقيّة الذي، وإن وصل إلى مراحل متقدّمة، تبقى خطورته أقلّ من غيره من الأمراض السرطانيّة الأخرى، ويمكن إيجاد علاجات له.
خضعت الرئيسة الأرجنتينيّة السابقة كريستينا كيرشنر عام 2011 لعمليّة جراحيّة نتيجة إصابتها بسرطان الغدة الدرقيّة. وفي العام 2015، اكتشف مقدّم البرامج الأميركي طارق موسى إصابته بسرطان الغدة الدرقيّة مباشرةً على الهواء. كانت تشاهد إحدى الممرضات إحدى حلاقات برنامجه حين لاحظت وجود ورم غريب في عنفه، فبعثت برسالة الكترونيّة إلى معدّي البرنامج تنصحهم فيها بوجوب فحص غدة طارق الدرقيّة. ومن دون الممرّضة، لما اكتشف طارق إصابته بسرطان الغدة الدرقيّة.
لكنّ كارولين أبو ملهب (39 سنة)، الأمّ لثلاثة أولاد، كانت حالتها مختلفة، فقد أصيبت بسرطان الغدة الدرقيّة العام 2014 حين كانت حاملاً في شهرها الرابع. أكدت الدكتور بيريل نكد، المتخصّصة في معالجة الغدد، لها أنّه لا يوجد خطر على الجنين، لكن عليها الإنتظار إلى أن تلد ابنها للتحرّك.
بعد شهرين من الولادة، تمّ تشخيص حالة كارولين التي تبيّن أنّ الغدّة الدرقيّة لديها تحمل عقيدات ذهنيّة كبيرة حجماً وكثافةً وقياساً. فخضعت لجراحة استئصال الغدة الدراقيّة وأزيل السرطان لديها كاملاً، لكنّ كان من المفضّل أن تخضع لعلاج اليود.
دخلت كارولين المرحلة الأصعب من مرضها بعد ثلاثة أشهر من الإنجاب. نتيجةً لفحوصاتها الطبيّة، أعطيت لها جرعة محدّدة من اليود. أعزلت تماماً عن الجميع في غرفة في المستشفى وأعطيت اليود المشعّ الذي كان شبيهاً بحبّة العدس، ويحمل في طيّاته أشعّة قادرة على قتل وحرق البقايا السرطانيّة المتبقّية في الغدّة.
عزلت كارولين تماماً عن محيطها 5 أياّم، وشعرت بحريق قويّ في داخل حلقها وأصاب أسنانها وأظافرها وجعٌ غريب، وبورمٍ حول عينيها، ناهيك عن الارهاقٍ المستمرّ. في المرحلة الثانية، رمت كارولين كلّ ما كان بحوزتها في المستشفى (لأنّه يحمل أشعّة من اليود)، وانتقلت للعيش بمفردها مدّة 10 أيام في منزل جديد، بعيدةً عن أولادها وخصوصاً ابنها الرضيع. ففي هذه الأيام، كانت تخرج تدريجياً من جسمها أشعّة اليود التي دخلتها سابقاً، ومن المفترض أن تبقى بمعزلِ عن الجميع كي لا تعرّضهم للخطر.
بعد عشرة أيّام، راجعت د. بيريل وبدأت بعلاج الهورمونات البديلة، وأصبحت تخضع كلّ ثلاثة اشهر لفحص ثايروجلوبولين، للتأكّد من سير أمور الغدد بشكل صحيح، خوفاً من ظهور السرطان في منطقة أخرى من الجسم.
"شفيت كارولين نهائياً من سرطان الغدة الدرقيّة". هذا ما أكّدته د. بيريل نكد التي اعتبرت سرطان الغدة الدرقيّة هو خليّة تتكاثر أو تنمو بشكل غير صحيح، لتؤدي إلى ورم، ينتقل تدريجيّاً إلى خلايا أخرى في الجسم، ممّا يؤثر سلباً على صحة الإنسان. وقد أعربت عن استغرابها لزيادة نسبة المصابين بسرطان الغدة الدرقيّة. فسابقاً، خلال فترة تخصّصها الطبي، لم تصادف أكثر من حالة أو حالتين لسرطان الغدة الدرقيّة. أمّا حالياً، فتشخّص شهرياً بين حالتين أو ثلاثة لأشخاص مصابين بهذا المرض.
لا يوجد نظام للوقاية من سرطان الغدّة الدرقيّة، إلا أنّ العامل الوراثي والتدخين والتلوّث يزيدون احتمال الإصابة بسرطان الغدّة. لذلك، يُنصح بمراقبة الغدّة الدرقيّة والقيام بالفحوصات اللازمة لها بانتظام.