بدت الطفلة المسيحية "مريم" أكثر نضجاً هذه المرة عندما خرجت على شاشة "آي بي سي" الأميركية لتعلن أنها تسامح تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذي أخرجهم من بيوتهم في "قراقوش" (شرق الموصل) قبل نحو عام ونصف، لتستقر منذ ذلك الحين مع أسرتها ونازحين عراقيين آخرين في "عينكاوا" بأربيل شمالي العراق.
مريم (11 عاماً) قالت لإلزابيث فازغاس، مقدمة برنامج "20/20" على القناة الأميركية: "نعم أسامحهم"، في إشارة إلى "داعش"، وأضافت أن السيد المسيح يقول: "أحبوا بعضكم بعضاً"، و"سامحوا بعضكم كما أنا سامحتكم"، وقالت إن ما يحتاجه أبناء المنطقة هو أن يتعلموا "التسامح".
الطفلة العراقية كانت قد لفتت انتباه العالم قبل نحو عام عندما أجرت مقابلة مع قناة "سات-7" الدينية في مارس/آذار الماضي، لكن جاء كلام الطفلة هذه المرة أكثر عمقاً عندما قالت إن نتيجة "قلة التسامح" ستكون وبالاً على الجميع، واعتبرت أن ما تمر به هي وأسرتها هو "تجربة من الله لاختبار قدرتهم على التسانح".
وأدت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف في يونيو/حزيران 2014 على الموصل، التي كانت تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها إلى نحو 1500 سنة، إلى تهجير مئات الآلاف من العراقيين، بينهم عشرات الآلاف من المسيحيين، نحو شمالي العراق.
وقالت مريم إن أمنيتها في الحياة هي أن تنتهي الحرب، فمن "دون حرب ستكون هناك محبة، وإذا كانت هناك محبة سيكون هناك عدل".
ورغم أن الفتاة الصغيرة فقدت منزلها ونزحت منذ شهور عديدة، فهي لازالت تتحدث عن المحبة.
وقالت: "سأحب أختيو سأحب أي شخص أراه أمامي، فعندما لا تكون هنالك محبة لا يكون هنالك عدل، والعدل هو الذي يرضي الإنسان".
(هافنغتون بوست)