لا يوجد زواج مثالي، حقيقة متعارف عليها عالمياً، فمهما كان الحب الذي يجمعكِ بزوجكِ تبقى الشكوك والمشاكل عائقاً أمام المثالية.
فبطبيعة الإنسان، والمرأة خصوصاً، أن يشكّ ويتذمّر من تصرّفات الآخرين بسبب الإختلاف في التفكير والتصرف. ولكن هذا لا يعني أننا لا نحب الشريك حين تزعجنا تصرفاته، بل إنه شعور طبيعي نحسّ به ويدفعنا إلى تفهّم الآخر من أجل مستقبل أفضل.
والكاتبة جونا ميللر إكتشفت هذه الحقيقة من خلال إمتحان بسيط كشف عن مدى قوة زواجها، ألا وهو غسل الملابس.
فجونا التي كانت تعيش حياةً عادية مع زوجها وأولادها شعرت بالأمان والراحة في محيط عائلتها، ولكن حين بدأ زوجها يتأخّر في عودته إلى المنزل ليلاً بحجّة عمله لساعات طويلة زرع الشكّ في داخلها.
ليالٍ طويلة أمضتها الزوجة وحدها وهي تفكر ملياً بخططٍ جهنمية لكي تكشف عن خيانة زوجها، ولكن محاولاتها باءت بالفشل ولم تجد أي دليل ضدّه. وحين كانت تواجهه بالأسئلة كان دائماً ردّه بأن العمل كثيف في هذه الفترة وزملاءه يحتاجونه في العمل لساعات إضافية.
فهل تصدّقه أم أنها أعذار يستخدمها لكي يبقى مع عشيقته طوال الوقت؟ أسئلة بقيت تراود فكر جونا إلى أن كانت تغسل الملابس في المنزل وحدها ليلاً، فوجدت الحقيقة مخبّأة في ملابسه!
فخلال توضيبها للملابس، رأت أن كلّ ملابسها جديدة ومرتّبة وناعمة، فيما ملابسه قديمة ومهترئة وخشنة كأنه إرتداها لدهرٍ.
وبعد تفحصّها لملابسه ومقارنتها مع ملابسها عرفت بأنه يحرم نفسه من شراء ثياباً لائقة له كي تتسوّق هي ما ترغب به ولا تحرم نفسها من أي شيء، وأن الساعات الطويلة التي يعملها كي يكسب أجرة إضافية بهدف شراء ما تحتاجه العائلة كونه معاشه الأساسي لا يكفيهم.
من السهل أن يدخل الشكّ قلوبنا ولكن الأسهل أن نعبّر عن إمتناننا وتقديراً لعطاء وتضحية الآخرين ولو بكلمة بسيطة كشكراً، فلا تبخلين على زوجكِ أو والدكِ بهذه الكلمة كونه يحرم نفسه من ملذّات الدنيا ليسعدكِ.
(عائلتي)
© www.3a2ilati.com