جيسيكا حبشي
إستيقظت في تلك اللّيلة على رنّة الرّسائل التي تَرِدُها عبر تطبيق الـ"واتس آب"، بعد أن نَسيت أن تُشغّل خدمةَ الـSilent. تشير عقارب السّاعة الى انتصاف الليّل في توقيت لبنان. أمّا في توقيت الامارات العربيّة المتّحدة، حيث يعمل، فعقارب السّاعة اجتمعت على الرقّم 2، بعد منتصف الليل.
المُرسِل زوجُها، "هل حصل معه مكروهٌ؟" تسألُ نَفسها، فهو يَعرف أنّها تخلد للنّوم في هذا الوقت، لتستيقظ باكراً مع أطفالهما. تَفتح هاتفها بسرعة، إنّها رسائل صوتيّة، "5 رسائل"، تؤكّد، "سّمعتُها أكثر من 40 مرّة وأنا أبكي، كانت رسائل حبٍّ وغزلٍ واشتياقٍ وأكثر... لحبيبته، يدعوها "ليلا"، ويقول لها بعض الكلمات الاسبانيّة، قد تكون من هناك، أو من بلدٍ آخر... لا أعرف!".
يُبرز هذا الجزء من قصّة حقيقيّة، المفهومَ الجديدَ للخيانة تزامناً مع التطوّر التكنولوجيّ اليوميّ الذي يَشهَدُه العالم. فمعادلة تطوّر أكبر تساوي خيانة أكثر قد تَجوز، إنّما المفارقة تكمن في العرضة لكشف العلاقات الجانبيّة، بفضل كلّ ما تحمله التكنولوجيا من خدماتٍ تشّكل سيفاً ذو حدّين، تسهّل الخيانة من جهةٍ، وتَفضحُها من جهةٍ أخرى.
وبعيداً من مواقع التّواصل الاجتماعي التقليديّة، وطرقِ التّعارف فيها التي باتت إعتياديّة، يجهدُ المبتكرون بالعمل للخروج بتطبيقات جديدة تهدفُ الى مساعدة المستخدم في حياته العاطفيّة، نظراً للاهتمام المتزايد بهذا النّوع من الخدمات.
وفي هذا المقال، سنعرض أحدث ما توصّلت إليه بعض التّطبيقات التي ستصدُمكُم لناحية ما تقّدمه للسّوق، وكلّها تصّب في عالمِ "الخيانة":
· تطبيق Invisible Text: قد يكون هذا التّطبيق الاهمّ في عالم الخيانة، فكلّ ما ترسله من نصوصٍ وفيديوهات وصورٍ تُصبح خفيّة بعد وقتٍ تحدّده أنت، وهي بذلك غير معرّضة للنّسخ أو ما يعرف بـScreenshot. عزيزي القارئ لا رسائل ستلاحقك بعد اليوم ولا من يهدّدك فيها!
· تطبيق SlyDial: تخيّل هذا الموقف: أنتَ مع شريكك "الثّاني"، وفجأة يتّصل بك "حبيبك"، تردّ أو لا تردّ؟ في هذه اللّحظة الحرجة تستعين بـ SlyDial! هذا التطبيق يُظهرك وكأنّك اتّصلت بحبيبك، وهو الذي لم يُجب على اتصالك، كونه يُرسل رسالةً الى البريد الخاصّ به كدليلٍ قاطعٍ على اتّصالك. كما أنه يسجّل في قائمة اتصالاتك أنك فعلاً اتّصلت به. قد يكون هذا التطبيق المثال الاكثر وضوحاً للقول اللّبناني "ضربني وبكى، سبقني واشتكا"!
في مقابل التّطبيقات الكثيرة التي تُسهّل الخيانة، هناك تطبيقات أخرى تَكشفُ الخائن وتَفضَحُه: · تطبيق Couple Tracker: الشّرط الاساس لتشغيل هذا التّطبيق هو أن يوافق الطّرفان على تحميله على هاتفيهما، وهو بذلك يخوّلهما أن "يتجسّسا" على كلّ إتّصالاتهما ورسائلهما ومواقعهما ونشاطاتهما على مواقع التّواصل الاجتماعي. ويبقى السّؤال: من يجرؤ على تحميل هذا التّطبيق؟
· تطبيق mSpy: إّنه في الواقع برنامجٌ للتعقّب، بعد دفع مبلغ 40 دولاراً في الشّهر، تستطيع الغوص في كلّ في يحلو لك في هاتف حبيبك من محفوظات شبكة الإنترنت، الصور، البريد الإلكترونيّ، الرّسائل النصيّة القصيرة، الـ"سكايب"، الـ"واتس آب"... هل أنت على استعدادٍ لدفع هذا المبلغ مقابل هذه الخدمات؟
بنقرة إعجابٍ قد تبدأ علاقة، وبتطبيقٍ قد تنتهي أخرى، إلا أن الخيانة تبقى أقبح سمة لدى الانسان وسلاحاً لا دواء للجروح التي يتركها. ورغم التطّور الرّقمي، يبقى أهمّ "تطبيق" مجّاني يمكن أن نَحصل عليه هو "تطبيق" المبادئ والحبّ والاحترام المتبادل بعيداً عن كلّ ما تقدّمه الحياة من مغريات، وكلّ ما توفّره التّكنولوجيا من خدمات!
© www.mtv.com.lb