أشار باحثون إلى أن الحالات الشديدة من فيروس كورونا الجديد يمكن أن تؤدي إلى اضطراب مناعي ذاتي نادر يضعف العضلات.
وفي تقرير نُشر في دورية Annals of Internal Medicine، شخّص الأطباء 3 مرضى ليس لديهم تاريخ من الاضطرابات العصبية، بالإصابة بالوهن العضلي الشديد بعد الإصابة بـ"كوفيد-19".
وبدأت أعراض مثل تدلي الجفون وصعوبة البلع، تظهر على المرضى بعد نحو أسبوع من ظهور الحمى المرتبطة بـ"كوفيد-19"، المرض الناجم عن فيروس كورونا.
ويقول فريق البحث من مستشفى غاريبالدي في كاتانيا بإيطاليا، إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإبلاغ عن حالة تربط بين الفيروس والاضطراب. ووقع ربط الهزات والنوبات وضعف الوعي، ومشاكل الجهاز العصبي الأخرى، في السابق بحالات "كوفيد-19" الشديدة.
وفي بعض الحالات، يبدو أن الفيروس يخدع الجسم لمهاجمة الدماغ عن طريق تحفيز جهاز المناعة لإنتاج ما يسمى بالأجسام المضادة الذاتية. وتستهدف هذه البروتينات المناعية عن طريق الخطأ أنسجة أو أعضاء شخص ما وتهاجمها بدلا من مسببات الأمراض.
ويحدث الوهن العضلي الوبيل (وهو اضطراب عصبي عضلي مناعي ذاتي)، عندما تهاجم الأجسام المضادة الوصلات العصبية بالعضلات، وتصبح عضلات الهيكل العظمي التي تنطوي على التنفس وأجزاء متحركة من الجسم ضعيفة بعد النشاط.
وتشمل الأعراض صعوبة الكلام وصعوبة رفع الأشياء الثقيلة وتدلي الجفون والصعوبة في التنفس أو البلع. وتؤثر الحالة في واحد من بين 2500 شخص إلى واحد من بين 200 ألف شخص، وفقا للمركز الوطني لتطوير العلوم الانتقالية.
وكان المريض الأول رجلا يبلغ من العمر 64 عاما مصابا بحمى وصلت إلى 102.2 فهرنهايت (39 درجة مئوية) لمدة 4 أيام. وبعد 5 أيام من بدء الحمى، أصيب برؤية مزدوجة وإرهاق عضلي. وسرعان ما ثبتت إصابته بـ"كوفيد-19".
وقام الأطباء في وقت لاحق بتشخيص المريض بالوهن العضلي الوبيل بعد تحليل أعصاب وجهه ورد فعله على تلقي الدواء. وكان المريض الثاني رجلا يبلغ من العمر 68 عاما مصابا بحمى تصل إلى 101.8 فهرنهايت (38.8 درجة مئوية) لمدة 7 أيام. وفي اليوم السابع، ظهرت عليه نفس الأعراض التي ظهرت على المريض الأول بالإضافة إلى صعوبة البلع، ما أدى إلى تشخيصه باضطراب المناعة الذاتية.
والمريضة الثالثة كانت امرأة تبلغ من العمر 71 عاما تعاني من سعال وحمى تصل إلى 101.4 فهرنهايت (38.6 درجة مئوية) لمدة 6 أيام. وبعد 5 أيام من بدء الأعراض، أصيبت بتدلي الجفون، ورؤية مزدوجة، وصعوبة في الكلام. وبعد يوم واحد، أصيبت بصعوبة في البلع. وكانت نتيجة اختبارها إيجابية لـ"كوفيد-19" وتم تشخيصها لاحقا بالوهن العضلي الشديد.
وقال الباحثون إن الوقت من الإصابة بالفيروس التاجي إلى بداية أعراض الوهن العضلي الوبيل "يتوافق مع الوقت من العدوى إلى الأعراض في الاضطرابات العصبية الأخرى التي تسببها العدوى". وأشاروا إلى أن النتائج تضاف إلى "الأدلة المتزايدة على اضطرابات عصبية أخرى مع آليات المناعة الذاتية المفترضة بعد ظهور "كوفيد-19".