يسود اعتقاد بين الكثيرين بأن حمية "الكيتو" يمكن أن تساعد في علاج الصداع النصفي، ولكن هل هناك أي أساس علمي لهذا الاعتقاد؟
الصداع النصفي هو حالة عصبية تتميز بألم شديد الخفقان عادة على جانب واحد من الرأس. وبالإضافة إلى الصداع المنهك، يأتي أيضاً مع أعراض أخرى، مثل الغثيان والقيء والحساسية للضوء والصوت.
من ناحية أخرى، يتم تعريف النظام الغذائي الكيتوني أو حمية الكيتو، بأنها نظام غذائي غني بالدهون، ومنخفض بالكربوهيدرات، ويحتوي على كمية معتدلة من البروتينات، ويقلل متابعو هذا النظام الغذائي بشكل كبير من استهلاكهم للكربوهيدرات لصالح الدهون، حتى يتمكن الجسم من الوصول إلى حالة التمثيل الغذائي المعروفة باسم الكيتوز.
وإلى جانب فقدان الوزن، يقدم نظام الكيتو الغذائي أيضاً فوائد صحية أخرى، أحدها هو إدارة نوبات الصرع، والوقاية من اضطرابات الدماغ الأخرى. وعلى هذا النحو، يعتقد البعض أن هذه الحمية يمكن أيضاً أن تعالج الصداع النصفي.
ولفهم تأثيره المحتمل على الصداع النصفي بشكل أفضل، يجب أولاً فهم ما يفعله نظام الكيتو الغذائي للجسم عندما يدخل حالة الكيتوز، فعندما يصل الجسم إلى هذه الحالة الأيضية، ترتفع مستويات الكيتون في الدم فوق المعدل الطبيعي.
وأجسام الكيتون هي مواد كيميائية ينتجها الجسم عندما يكون هناك كمية غير كافية من الأنسولين في الدم. ويبدو أن الجسم يكسر الدهون بدلاً من الغلوكوز من الكربوهيدرات للحصول على الطاقة في هذه الحالة، والأسيتون و الأسيتو أسيتات والبيتا هيدروكسي بوتيرات هي أجسام الكيتون الثلاثة التي يصنعها الجسم في نظام الكيتو الغذائي.
ووجدت بعض الدراسات، أن أجسام الكيتون المنتجة في نظام الكيتو يمكن أن تعيد استثارة الدماغ واستقلاب الطاقة، مما يمنع التهاب الدماغ لدى الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي. ولا تزال الآلية الدقيقة غير واضحة، لكن العلماء يؤكدون أن نظام الكيتو الغذائي يمكن أن يخفف الصداع النصفي وأعراضه.
ووجدت دراسة أجريت عام 2015 أن النساء اللائي اتبعن النظام الغذائي الكيتوني لمدة شهر، عانين من نوبات صداع نصفي أقل من اللواتي لم يتبعن هذا النظام الغذائي.
وعلى الرغم من أنه قد يبدو أن نظام الكيتو الغذائي يمكن أن يخفف من الصداع النصفي حقاً، إلا أن الخبراء قالوا إن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث، قبل أن يتمكنوا من التوصل إلى استنتاج دقيق بشأن هذه المسألة، بحسب موقع ميديكال ديلي.