غالبا ما يتوجه الكثير منا إلى الطبيب بمجرد الإصابة بنزلة برد أو التعرض لالتهاب المفاصل. غير أن ما لا يعرفه البعض أن ممارسة الرياضة تبقى من أحسن الطرق لمواجهة الأمراض والتغلب عليها. فكيف ذلك؟لا شك أن الضغوط اليومية المتزايدة قد أثرت على الكثير من مناحي الحياة. فقد أدى نمط العيش السريع وعدم ممارسة الرياضة ولو مرة واحدة في الأسبوع، بالإضافة إلى غياب تغذية سليمة ومتوازنة تحافظ على طاقة وصحة الجسم، إلى الإصابة بالعديد من الأمراض، خصوصاً مع كبر السن وما يمثله ذلك من تراجع في قوة ونشاط الجسم على عدة مستويات. ففي ألمانيا، مثلاً، يُعاني شخص واحد من أصل ثلاثة تتراوح أعمارهم بين 45 و67 عاماً من هشاشة العظام. فيما يرتفع عدد الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل ممن تجاوزوا الخامسة والستين من العمر، وفق ما أورد الموقع الطبي الألماني "أبونيت".
لذلك، هيمن هذا الموضوع على المؤتمر الألماني لجراحة العظام وجراحة الرضوض الذي انعقد نهاية الأسبوع الماضي. وأوضح خبراء مشاركون في المؤتمر أن ممارسة الرياضة تبقى أحسن طريقة ممكنة لوقف انتشار مرض هشاشة العظام، عملاً بالقاعدة الرياضية "حركة أكثر، عبء أقل". بيد أن ممارسة الرياضة لا تشمل كل الأنواع، إذ ينصح الخبراء بأنواع محددة من الرياضة.
وتشدد رئيسة المؤتمر، الدكتورة أندريا مويرر، على ضرورة تحريك الجسم بشكل دوري دون ضغط على المفاصل أو تعريضها للإجهاد، وذلك لتجنب التعرض للإصابة. كما تنصح مويرر بممارسة الرياضة يومياً لمدة تتراوح بين 30 و40 دقيقة.
وفي سياق ذي صلة، حدد الخبراء مجموعة من الرياضات المُفيدة لمفصل الركبة، كركوب الدراجات والمشي والسباحة والتجديف والإيروبيك (تمارين اللياقة الجسدية).
من جهة أخرى، تحذر الدكتورة مويرر من ممارسة بعض الرياضات مثل التنس وكرة اليد وكرة القدم والجري والفروسية، لأنها قد تسبب أضرار جسيمة للمفاصل بسبب تغيير الاتجاه المفاجئ. وتقول في هذا الصدد: "من المهم أن ينتبه المرضى إلى أجسادهم واستشارة الطبيب في حال الشعور بالألم"، مؤكدة على ضرورة تحريك المفاصل ببطء وتجنب الحمل الزائد، بالإضافة إلى ارتداء واقيات للركبة من أجل حمايتها.
ر.م/ ي.أ