لسنا بحاجة لإخباركِ عن فوائد العسل الصحية وبالأخص على الريق، إذ بتّ تعرفينها جيّداً... فهذا المكون ذهبي اللون يستعمل منذ القدم في مختلف العلاجات المنزلية بفضل تركيبته الغنية بالعناصر الغذائية. ولكن، هل تستطيعين أكل العسل بكل أشكاله ظناً بأنّه آمن؟
فقبل أن تتسرعي في إستخدامه ضمن وصفات الأطباق الساخنة، قد تريدين الإطلاع على بعض المعطيات التي أظهرت أن تسخينه ليست بالفكرة الجيّدة إطلاقاً!
لماذا؟
تجدر الإشارة أولاً إلى أنّ بعض النقاط في هذا الموضوع ما زالت قيد البحث، إذ لم يتمّ التوصل بعد إلى معلومات قاطعة في شأنها، ولكن الأرقام والمعطيات التي تمّ جمعها حتّى الآن تستدعي الحذر.
فقدان القيمة الغذائية والشفائية: تعريض العسل لدرجة حرارة مرتفعة يفقده الإنزيمات الفعالة التي تلعب دوراً شفائياً وغذائياً كبيراً، وبالأخص للحدّ من مختلف المشاكل الصحية. فتركيبته تتفكّك وتختلف بشكل كبير عند طهيه أو غليه، وبالتالي يتحّول من مصدر غذائي مهمّ إلى مجرّد إضافة محلية للطعام. في هذا الخصوص، لا بدّ من التشديد على أنّ العسل يفقد نسبة كبيرة من فعاليته المضادّة للأكسدة وللإلتهاب، كما أنّ طعمه يزداد مرورةً مع التسخين.
خطر التسمم: تنقسم الآراء حالياً حول هذه النقطة التي لا زالت قيد البحث، ولكن بعض الأبحاث على الفئران أظهرت إرتفاعاً في مستوى مادّة HMF عند تسخين العسل، خصوصاً على درجة حرارة تتخطي الـ140 درجة مئوية. الـHMF هي مادّة ضارّة تسبب التسمم للنحل، ولكن لم يتمّ تحديد أثر التعرض لها بكميات مرتفعة على جسم الإنسان بشكل جازم، علماً بأنّ بعض البلدان تفرض سقفاً لا يسمح بتخطيه لنسبة هذه المادّة في الأطعمة.
لذلك، وبإنتظار المزيد من الإثباتات العلمية، حاولي قدر الإمكان الحدّ من تسخين العسل، وعدم تخطّي هامش درجة حرارة 40 مئوية خصوصاً عند مزجه مع الشاي أو الحليب، كي تستطيعي الإستفادة من حسناته الصحية إلى أقصى حدّ!
(عائلتي)