إجازة خالية من أيّ حرمان، أو عطلة نهاية الأسبوع مليئة بالأكل الدسم في المطاعم، أو تناول كوب كبير من البوظة ليلاً... كلها حالات قد تُشعركم بالسوء وبحاجة مُلحّة إلى العودة إلى المسار الصحيح مع خيارات غذائية أفضل. لكن ما هي المراحل الأساسية لبلوغ هذا الهدف؟ يتطلّب الأكل الصحّي بذل جهود منتظمة للحفاظ عليه. حتى في حال التغذية السيّئة لبضعة أيام أو أسبوع، يبقى من المهمّ إستعادة العادات الصحّية من خلال القواعد الجوهرية التالية:
عدم الإساءة إلى النفس
لعلّ أفضل طريقة لإعادة السيطرة على زمام الأمور بعد الإفراط في الأكل هي التمسّك بالإيجابية. أما الإساءة إلى الذات ومحاربتها ورمي كل المواد السيّئة فلا تشكّل أبداً الحلّ الأمثل. إنها عملية تدوم مدى الحياة، وليست مجرّد مناوشة قصيرة.
أثناء العمل للعودة إلى المسار الصحيح، يجب البقاء على ثقة من خلال تذكّر الأهداف المتعلّقة بخسارة الوزن أو الرياضة، وأسباب إختيارها. على الأرجح فإنّ ذلك يرجع إلى الرغبة في العيش لمدة أطول، وضمان حياة صحّية، والشعور بحال جيّدة. أسبوع واحد من العادات الغذائية السيّئة لن يعطّل أهدافكم في الحياة، وتذكُّر سبب محاولتكم التمسّك بالغذاء الصحّي سيمنحكم الثقة للعودة إلى اللعبة.
بدء الترطيب سريعاً
ينصح الخبراء بشرب نحو 8 أكواب من السوائل في اليوم على الأقلّ، على أن يتمّ تفضيل المياه بما أنها تساعد على توفير الشعور بالشبع. قد ينتهي الأمر باحتساء كالوريهات غير ضرورية في حال التركيز على المشروبات الغنيّة بالسعرات الحرارية والسكّر. يمكن وضع شرائح الحامض أو الخيار في المياه للحصول على نكهة إضافية.
أمّا عند مواجهة صعوبة في شرب كمية جيّدة من المياه أو التذكّر بالترطيب على مدار اليوم، فإنّ الإستعانة بأوراق الملاحظات اللاصقة (Sticky Notes) مدوّن عليها كلمة «ترطيب» ستكون فعّالة. يمكن لصقها على شاشة الكمبيوتر في العمل، أو خزائن المطبخ في المنزل، أو مرآة الحمّام، وبذلك لن تنسوا شرب كمية المياه الموصى بها يومياً.
يُذكر أنّ 8 أكواب من المياه في اليوم تشكّل إنطلاقة جيّدة، لكنها تختلف من شخص إلى آخر وفق حدّة الرياضة، والطقس، وتناول بعض الأدوية. طالما أنكم تحاولون شرب كمية أكثر بشكل عام، يعني أنكم في المسار الصحيح.
الإبتعاد من الكربوهيدرات
عندما يتعلّق الأمر بماذا تأكلون، فإنّ خفض إستهلاك الكربوهيدرات «الفارغة» بعد الإفراط في الأكل سيساعدكم على الشعور بحال أفضل وخسارة الوزن. يوصي الخبراء بتفادي الحبوب المكرّرة كالخبز الأبيض، والأرزّ الأبيض، والمعكرونة البيضاء، والمشروبات الغازية والمليئة بالسكّر، والكراكرز، والكوكيز.
غير أنّ ذلك لا يعني إطلاقاً التوقّف كلّياً عن هذه الفئة من العناصر الغذائية، إنما استبدالها بالكربوهيدرات المعقّدة، كالكينوا والأرزّ الأسمر والشعير، التي يتمّ هضمها ببطء وتكون غنيّة بالفيتامينات والمعادن المهمّة، جنباً إلى الألياف التي تضمن الشبع لوقت أطول.
الإنخراط في أيّ تمرين
لا غِنى عن الرياضة عندما يتعلّق الأمر بالحفاظ على وزن صحّي. فضلاً عن أنّ ممارستها بانتظام تملك منافع عديدة كالمساعدة على تعزيز المزاج، وخفض خطر بعض أنواع السرطان كالقولون والثدي، وتقليص بعض المشكلات الصحّية الأخرى كالسكري وأمراض القلب.
إلى جانب كلّ هذه الوقائع، أظهرت معطيات جديدة أنّ تحريك عضلات الجسم يساعد على القيام بالأنشطة. عند استخدام هذه العضلات بانتظام من أجل الرياضة، يساهم ذلك في حرق الوحدات الحرارية بفاعليّة أكبر. إيجاد أيّ تمرين أو صفّ تستمتعون به يساعد على جعله عادة يومية. إضافةً إلى النشاط الروتيني، حاولوا القيام بمزيد من الحركة خلال اليوم كصعود الدرج بدلاً من استخدام المصعد الكهربائي، والقيام بالأعمال المنزلية.
التخطيط المُسبَق
لتفادي التخبيص الغذائي مستقبلاً، من المهمّ جداً وضع خطّة مُسبقة. في حال اقتراب أيّ عيد، أو الذهاب إلى حفلة عطلة نهاية الأسبوع، إحرصوا مُسبقاً على عدم التوجّه إلى أيّ مكان على معدة فارغة أو بحالة جوع. تناوُل سناك صحّي، كخبز مصنوع من القمح الكامل مع زبدة الفول السوداني، يساعد على الوقاية من كثرة الأكل خلال المناسبات.
سينتيا عواد
الجمهورية