يقولون إن أول شيء يجذب الرجل للمرأة هو ابتسامتها، التي تفتح لها الأبواب المغلقة، ما يوقعه حتمًا في غرامها، لكن هنا الأمر يختلف عندما تعلمين أن وجهك هو أخطر جزء في جسمك، لا سيما فمك.
فلا تستغربي بذلك، لأننا سنوضح لك في طيات السطور التالية، ما هو المعنى المقصود، وفقًا لما ورد في مجلة "هاربرز بازار" النسائية.
فهل جربت يومًا أثناء سيرك متجهمة في الشارع أن يأتي رجلاً نحوك ويطلب منك أن تبتسمي؟ قد تبدو لك الفكرة مزعجة، ولكن هدئي من روعك فهم يفترضون أنك دائمة البسمة وأنك أجمل حين تبتسمين، وأنه ليس هناك ما يدعوك لهذا العبوس فأنت حتمًا سعيدة برؤيتهم وليس أمامك أي خيار آخر لتبدين في قمة جمالك إلا الابتسامة على الأقل في نظرهم.
وعلى النقيض، هؤلاء الرجال أنفسهم سيصفونك بالجنون حين تبتسمين في وجوههم بدون سبب، والعجيب أن الرجل لم يطلب من مثيله أن يبتسم، نظرًا لما يترسخ في أذهانهم بأن الابتسامة قاصرة عليك كامرأة أما هم فلا، وبالطبع يختلقون الأعذار للرجل لكي يتجهم فقد يكون بسبب عمله أو أنه جاء لتوه من جنازة، أو بسبب عاهرة بكماء لم تبتسم في وجهه.
يا ترى ما الفرق! هل المرأة لا تعود من جنازة أو أنها أيضًا لا تقلق بشأن عملها مثل الرجل، لماذا عليها أن تبتسم مهما كانت الظروف وأن تخفي معاناتها فقط لتبدو جميلة، وإذا تجهمت لأي سبب هل تكون مخيفة وتشبه الشبح الودود؟.
لا بأس، تبسمي أيتها المرأة إذا كنت لا تريدين أن يطلب منك الغرباء فعل ذلك، لكن حتى إن اعتقدت أن تبسمك الدائم سيجعلك في مأمن من النقد فأنت مخطئة.
والدليل أنه عندما ابتسمت هيلاري كلينتون دون توقف في وجه دونالد ترامب خلال المناظرات الرئاسية، لم تكن ابتسامتها تنم عن سعادتها برؤية خصمها السياسي الذي ظل يصيح في وجهها بسبب تلك الابتسامة، أو ابنتها تشيلسي كلينتون حين ظهرت بابتسامتها العريضة على غلاف فاريتي، ما دعا الناس إلى التساؤل عن سبب سعادتها.
ما يجعلنا نتساءل ماذا لو كانت ضحكاتها فقط بسبب ظهورها على غلاف المجلة، أو أن أحدًا أخبرها بخبر سعيد؟ هل هنالك ما يدعو للتعجب من الضحك، هل يقتصر الابتسام فقط عند النظر في وجه رجلها أو طفلها، وهل هذا هو الدليل الوحيد على الوفاء لعائلتها؟ وأن دورها الأنثوي الوحيد هو التبسم فقط.
في نظرهم لتكوني امرأة مثالية عليك التحلي بالابتسامة الهادئة فأنت كائن ضد الغضب والعبوس والتجهم، عليك التخلي عن أي مشاعر من شأنها تعكير صفو الرجل فقد خُلقت لتمتعيه هو وأسرته، أما هو فليفعل ما يشاء فليس مطلوباً منه أي شيء سوى أنه رجل.
(فوشيا)