خلع الحذاء قبل دخول المنزل عادةٌ متعارف عليها في بعض المجتمعات، في حين أنّها قد تعتبر خرقاً لقواعد الإتيكيت في المجتمعات الأخرى... ولكن ما توصلت إليه الأبحاث العلمية في هذا الخصوص أظهر أنّ لهذه الخطوة بعدٌ يتخطّى التقاليد الإجتماعية.
فبعد قراءة هذا المقال، قد تقدمين بنفسكِ على خلع حذائكِ عند تخطّي عتبة الباب، لا بل تحثّين أفراد عائلتكِ وحتّى ضيوفكِ على فعل المثل.
إذ تبين أنّ الأحذية التي يتمّ التنقل بها خارج المنزل قد تحتوي على كميات كبيرة من الجراثيم التي تتكاثر على السجاد والأرضيات.
ولعلّ أبرز هذه الجراثيم وأكثرها إنتشاراً هي تلك المسببة لإنفلونزا المعدة، وما ينجم عنها من إسهال شديد مصطحب بآلام وإنقاباضات في المعدة والجهاز الهضمي ككّل.
الأرقام تؤكد ذلك
فحسب تجربة قام بها البوفيسور Kevin Garey إلى جانب فريق من الباحثين، تبيّن أنّ 26 بالمئة تقريباً من الأحذية التي تستخدم خارج المنزل تحتوي على فيروس Clostridium difficile. هذه النتيجة جاءت بعد فحص 2500 عينة من الأحذية التي إستعملت للتنقل عشوائياً في أرجاء المدينة.
واللافت في الأمر هو أنّ هذا الفيروس المسبب للإسهال المفاجئ ولآلام المعدة تمّ رصده أسفل الأحذية بنسبة تصل إلى 3 أضعاف الكمية الموجودة عادةً في المرحاض أو المطبخ.
هذا الفيروس والذي يعرف عالمياً بتسمية C. diff يصيب بشكل أكبر الأشخاص الذين خضعوا مؤخراً لعلاج بالمضادات الحيوية، ولكن من السهل تناقله ما بين الأشخاص الآخرين أيضاً.
مخاطر إضافية
والأمر لا يتوقف عند هذا الحدّ، فمن المحتمل أن تنقل الأحذية إلى داخل منزلكِ مختلف السموم كتلك الموجودة في مبيدات الحشرات والأدوية الكيميائية التي يقام رشّها على المزروعات والعشب.
حتّى وأن دراسة مختلفة في جمعة Baylor University أظهرت تزايد إحتمل الإصابة بالسرطان بسبب السموم التي قد يتم نقلها إلى أرضية المنزل بسبب المشي على الطرق الأسفلتية، خصوصاً وإن كانت تلك الأخيرة معزولة بطبقة من مادّة قطران الفحم.
ففي المرّة المقبلة التي تنوين فيها الدخول إلى منزلكِ وأنتِ منتعلة حذاءكِ، فكّري مرّتين، وتذكّري المخاطر التي تعرضين عائلنتكِ لها، خصوصاً وإن كان طفلكِ في مرحلو الحبو على الأرض.
(عائلتي)