إذا حاول الشخص معرفة ما إذا كانت خطيبته أو شريكته مريضة حقّاً، أم كانت تغشّه، إن قامت بإلغاء موعد عشاء بينهما في اللحظة الأخيرة، فلا بد من معرفة ما هي أبرز الإشارات والعلامات التي تدل على كذبها.
الإجابة على السؤال بسؤال
في البداية يجب الانتباه إذا كانت إجابتها عن أسئلته دائمًا ما تكون بأسئلة أخرى، فالردّ بهذه الطريقة علامة دالّة على الكذب كما يقول أستاذ علم النفس وعلم الأعصاب السلوكي في جامعة “ماكجيل”، ومؤلِّف كتاب “A Field Guide to Lies”، الدكتور دانييل ليفيتين.
ويقول: “إن أسئلة مثل “لماذا تسألني هذا السؤال؟”، أو “لماذا سأكذب عليك؟”، هي أسئلة يُقصَد بها حملك على التشكيك في نفسك وربما التراجع عن السؤال، وهي طريقة معروفة للخداع والكذب”.
الغضب من الاستفسارات
إذا بدأَت الشريكة تغضب عندما يبدأ الرجل في النبش أعمق والاستفسار أكثر، عليه أن يتنبه جيداً إلى ذلك، فيقول أستاذ علم النفس: “إنَّ التصرف بانفعالٍ ردّاً على أسئلة غير استفزازية هو علامة أخرى على أنَّ الشخص ربما يكذب”.
تكرر الأعذار
أما العلامة الفاضحة الواضحة الأخيرة هي أنَّ الشخص قد أخبر القصة نفسها مرتين، ولكن في كل مرة، تغيَّرت بعض التفاصيل أو بدا شيءٌ ما غير متجانس مع القصة.
فمثلاً: اختفت علبة اللبن الخاصة بك من ثلاجة المكتب، أنت تعرف أنَّ زميلك تيد أيضاً يحب الزبادي، وأنت متأكد تماماً أنَّك رأيته يأكل بعض الزبادي منذ ساعة، ثم تسأل تيد (بأدبٍ) إذا كان قد أخذ علبة الزبادي الخاصة بك عن طريق الخطأ.
وبدلاً من أن يخبرك تيد بهدوء أنَّه لم يأخذها، كما قد يفعل أي شخص برئ، يجيب: “لماذا سآخذ علبة الزبادي الخاصة بك؟ أنا لا آكل الزبادي من الأساس!”، هل هذا غير متماشٍ مع ما تعرفه عن تيد وانفعالي على نحوٍ زائد؟ أجل، إذا تؤكد لك هذه العلامات أنَّ تيد أخذ علبة الزبادي.
لغة الجسد
يقول ليفيتين: “يظنّ الناس أنَّ الكذب يرتبط بتحريك العينين والتململ، ولكن ليست تلك هي العلامات التي ينبغي الانتباه لها”.
إذ أنَّ بعض الأبحاث تشير إلى تحرك الناس أقل عندما يكذبون، وربما ذلك بسبب قلقهم الشديد أن تفضحهم لغة جسدهم إلى درجة أنَّهم يبالغون في موازنة الحركة.
قراءة الكذب
تحسَّن أستاذ علم النفس تحسُّناً ملحوظاً في التقاط بعض الأكاذيب في مواقفٍ محددة، وأورد مثالًا للطلاب خلال وقت الامتحان.
يقول ليفيتين: “يوجد بحث يوضح أنَّ حالات وفاة الجدّات تزداد قرب امتحانات نهاية السنة في الجامعات، وهو أمر حقيقي، إذ وجد باحثٌ من جامعة شرق ولاية كونكتيكت أنَّ الجدّات أكثر عرضة للوفاة بعشرة أضعاف قبل خضوع حفيدها لامتحانات نصف الفصل الدراسي، وبـ 19 ضعفاً قبل خضوع حفيدها لامتحانات نهاية العام”.
وتابع: “عندما حاول أحد الطلاب استخدام حجة احتضار جدته للتملُّص من امتحان نهاية العام، طلب ليفيتين بيانات التواصل مع الطبيب للتأكُّد منه، وكما اتضح، قال الطبيب إنَّ الجدّة حيّة وبصحة جيدة، ممَّا يثير نقطة أخرى: لا يتوقَّع الشخص الذي يكذب غالباً أن تتحقَّق ممَّا أخبرك به”.
امتلك الدليل
عندما تكون المخاطر أكبر من مجرّد عشاءٍ ملغي، أو وجبة خفيفة مسروقة، أو امتحان فائت، مثل شريكٍ غير صادق بشأن كيفية قضائه وقته أو موظف يحتمل أن يكون مختلساً، فلا بد من التعامل مع الموقف بعناية أكبر.
وهنا يكون لابد من امتلاك بعض الأدلّة قبل إصدار الاتهامات، ولكن العلامات واحدة: الأمور غير متجانسة مع بعضها البعض، والشخص لا يتصرّف بهدوءٍ أو عقلانية عندما تطرح عليه الأسئلة.
وكل هذه إشارات لتبدأ في التحقيق في الأمر أكثر قليلاً، فربما يقولون الحقيقة، ولكن إذا لم يكونوا صادقين، فستبدأ قصتهم في التكشُّف بسرعةٍ.
(هافنغتون بوست)