بيروت - محمد حجازي:
يكاد إيلي العليا من كثرة ظهوره في حفلات الفنانين، والبرامج التي تستضيفهم ، يبدو وكأنه يقود كل الفرق الموسيقية المعروفة، أو أن فرقته تحيي كل الحفلات، لكنه بكل بساطة يثق به أغلبية المطربين الذين يجدون فيه المايسترو القادر على مواكبتهم بشكل مثالي، حافظاً نتاجهم ومحافظاً عليه بأدق التفاصيل، المايسترو الخاص الذي بيّضها مع جميع المطربين بأخلاقياته العالية، وخبرته المكثفة فوق أهم المسارح العربية، كما العالمية، ومع ذلك بقيت صفة التواضع ملازمة له، وبقي هو زميلاً وصديقاً للجميع .
كان عليا عائداً للتو من الشارقة حيث رافق ماجدة الرومي في واحدة من أبهى حفلاتها، وقبل ذلك قاد الفرقة الموسيقية الخاصة بحفل الفنان راغب علامة على خشبة الأوليمبيا في باريس، أي كان ضيف شرف على الفرقة في ليلة لا تنسى، كما قال العليا، وأضاف:
"قامتان جماهيريتان، ماجدة وراغب، يعرف معهما المراقبون أن الناس لا تقصّر مع النجوم الكبار، وأن الجمهور العربي وفي مع الفنانين المحترفين .
وعندما نسأله هل ختم كامل النجوم بحيث عمل معهم كلهم، يرد بابتسامة فرح وثقة: "تقريباً كلهم، ندرة لم أعمل معهم، فيروز مثلاً، وحين يسأل عمن يتعبه في التحضير أكثر من غيره، يؤكد أنه يحب عمله وزملاءه وينسجم مع كل الفنانين مجتهداً بالقدر نفسه مع الجميع، ويلفته ما تقوم به ماجدة الرومي التي تجري بروفات على جميع أغانيها واحدة واحدة وكأنها تغنيها لأول مرة: هذا الحرص أحترمه بكل جوارحي ويدل على مسؤولية راقية عندها تجاه جمهورها العريض" .
الجماهير تصفق وهو يدير ظهره مهتمّاً بالعزف، أي شعور ينتابه في هذه اللحظات: "التصفيق للفنان نعم . ونحن العازفين من بعده لنا حصة في هذا البازار بما ينسجم مع أجواء متعة السمع عند الحاضرين" .
العليا يعرف جيداً طاقة أصوات المغنين والمطربين وأهميتها، ومع ذلك فإنه لم يفكّر ولا مرة في التلحين لأحد رغم وجود الكثير من الأغنيات الجاهزة للتسجيل، فهو لا يحب أبداً عرض نفسه على أحد بحكم الزمالة والصداقة، وما إن نطقنا بسؤال عن الغناء حتى بادرنا: "أيعقل أن أعلن موقفاً ثم آتي أمراً مناقضاً ميدانياً له، يستحيل، نحن ننتقد بشدة ضحالة الأصوات التي تطل في كل مكان ثم نفعل مثلها، لا، مستحيل" .
برامج المواهب له معها صولات وجولات، وحين نستفهم منه عن الصعوبات التي تعترضه معها يشير إلى أن نظاماً سائداً لا بد أن يتواصل مع المتبارين طمعاً في وصول الأفضل إلى التصفيات النهائية، وهو ما يحتاج إلى نفس طويل في التعاطي مع هؤلاء . وفي الوقت الذي يشارك في برامج ضخمة ما بين "إم بي سي" و"إل بي سي" وغيرهما، وافق على قيادة عازفين قلة لزوم برنامج "ليالي الأنس"، على شاشة otv الذي تقدمه المغنية رلى سعد، ويقول: "لا يهمني ضخامة البرامج التلفزيونية أو تواضعها، المهم النجاح في أي عمل نقدمه، في وقت هناك أجواء حديثة تعتمد فرق العزف الصغيرة، وأنا أريد تجربة كل الأنواع . وسألنا عن الصورة التي يروج لها زملاؤه من أنه لا يترك مجالاً لسواه من قادة الفرق الموسيقية للعمل في البرامج التلفزيونية والحفلات والمهرجانات، أجاب ببساطة: "هذا سوق عرض وطلب، ولا أحد يجبر أحداً على أمر، المطربون، إدارة الفضائيات، القيمون على المهرجانات كلهم يعرفون أين مصلحتهم مع ما يحصل من تزكية الفنانين لهذا المايسترو أو ذاك للعمل معه . ويشير إلى أن سفره المقبل سيكون مع ماجدة إلى المغرب، أما الصيف المقبل فيحتاج إلى حديث يطول شرحه" .