تأخذنا الحياة بإيقاعها السريع، لنفيق فجأة وقد تسربت من بين أصابعنا ليالي جميلة مع إنشغالنا بتربية الأبناء، وتوطيد أركان الأسرة.
وعندما تصل المرأة إلي سن الأربعين تشعر بأنها كبرت في السن، وأن هذا سيؤثر علي علاقتها بزوجها وتبدأ بالعزوف عن العلاقة الحميمة، وتشعر أنها ترهلت، وأن زوجها لم يعد يحبها كما كان.
هذه النظرة السلبية وهذا المفهوم الخاطئ ، يؤدي بالتالي لابتعاد الطرفين، فتتواجد فجوة بينهما نتيجة لذلك، إضافة إلى عدم تصريح كل طرف للآخر عن هواجسه ومخاوفه، فتسوء العلاقة أكثر.
نقدم لكِ بعض الطرق التي تساعدك على تجديد العلاقة بينك وبين زوجك من جديد:
الثقة بالنفس: ثقي بنفسك وبروح الشباب التي بداخلك، والتي تمكنك من فعل كل شيء.
جمال روحك: جمال الروح قبل جمال الشكل،من خلال نظراتك لشريك حياتك، وإعادة اللحظات الحميمية بينكما بعد أن يكون الأبناء قد استقروا في دراستهم، وعلى قدر ثقتك بنفسك وبجمالك الداخلي سيكون تعاملك مع زوجك على أكمل وجه، وستجدين الطرق المناسبة لتجديد الحب والعلاقة بينكما، من خلال ملابسك- عطرك – لمسات يديكِ- طبقه المفضل-تفقد أحواله وحاجياته.
هناك خطوات لإنعاش العلاقة الزوجية في هذه الفترة منها:
تتغير الاهتمامات والهوايات مع تقدم السن والنضج المعرفي، لذا يجب أن تتعرفي علي اهتمامات شريكك من جديد وكأنك تتعرفين إليه للمرة الأولى، وشاركيه من جديد اهتماماته.
بمرور الوقت ربما يكون لديك الوقت الكافي لإشباع هواياتك، من قراءة واطلاع، وأعمال يدوية، حاولي تقديم بعض اللمسات الرقيقة له، واقتربي منه أكثر في هذه السن.
لا تنشغلي عنه وأظهري له دائماً مدى أهميته الشديدة في حياتك، فهو أساس الأسرة، حتى وإن كنت تقومين بكل الجهد وهو غير مسئول بالقدر الذي يرضيكِ، إبدأي من جديد وإجعليه يشعر بأهميته في حياتك ثم في حياة أولادك، فهذا الأمر من شأنه تجديد مشاعر الحب والامتنان بوجودك في حياته، وتدعيمك له من جديد.
حاولى أن تدمجيه في لقاءات أسرية ومع أصدقائه القدامى كأسر تكونت وكبرت في العدد والمستوى الإجتماعي، وساعديه على التواصل مع الآخرين، وإدخال السرور على قلبه.
هناك بعض التغيرات التي يمر بها كل منكما في فترة منتصف العمر، فحاولي بث روح الشباب في داخله، فكلاكما قد كبر مع شريكه، ولم يكبر أحدكما وحده، فكوني شابة في أفكارك وأظهري له مودتك وحبك.
قومي بزيارة الأماكن التي تعيد إليكما الذكريات الجميلة، وكذلك الذهاب للمتنزهات والشواطيء معا، مع إشرافكما على الشباب والمراهقين من أبنائكما.
لا توجهي له اللوم والعتاب بكثرة، حتى لا يمل منكِ ويهرب، فهناك على الطرف الآخر من يتربص للشكوى، ويلتقط طرف الخيط ، فلا تتركي لإحداهن سواء في مجال العمل أو على مواقع التواصل الاجتماعي، فرصة ليشكو زوجك من خشونة طباعك، ويمثل دور الضحية.
يحتاج الرجل في هذه السن (التي تعاني فيها معظم الأسر من مشكلات التباعد) إلى زوجة شقية ولطيفة ورقيقة وصديقة وحبيبة، أكثر من أم لأولاده.
يجب أن تحتويه بأخطائه، ولا توجهي له الحكم والمواعظ، بل إجعليه ناصحا لكِ ولأولاده، واتركي له زمام الأمور، وتابعيه كشريكة، ولا تكوني متسلطة، فينفر منكِ.
خذي بيده وتقدمي معه في العمر بصدر رحب، وتجارب السنين التي مرت بكما خلال تكوين أسرة، وتعلما معا كيفية الاستمتاع بالحياة من جديد.
(السيدة العربية)