أسباب كثيرة تدفع أحد الزوجين، أو كليهما إلى إقفال الجوّال بأرقام سرية «باسوورد»، ومنها عبث الأطفال بالهاتف، أو من أجل حماية صور عائلية من المتطفلين، وربما يكون الإقفال بسبب وجود أسرار شخصية لا يريد صاحبها إطلاع أحد عليها. وأحياناً أخرى يقفل الشريك جوّاله خوفاً من إطلاع شريكه على المحتويات، ما قد يتسبّب بمشكلات أسرية. مثل هذا الإجراء قد يضايق أحد الشريكين خصوصاً عندما يشكّ في الآخر ويفقد الثقة فيه ويظن أنه يخونه. حينها تدبّ المشاجرات بين الزوجين، وقد يصل الأمر الى تبادل الشتائم والسباب، وتعاركهما بالأيدي وصولاً ربّما إلى الطلاق.
أظهرت دراسة اجتماعية حديثة أجريت في جامعة نورثمبريا البريطانية أنّ 70 في المئة من مشكلات الأزواج سببها الرقم السري للجوّال، والذي بات من العادات الأكثر إزعاجاً لشريك الحياة ويؤدي إلى تأجيج مشاعر الشك والغيرة وفقدان الثقة المتبادلة وانهيار العلاقات الزوجية.
وأكدت الدراسة أنّ بعض الأزواج، وخصوصاً النساء، يصفن وضع رقم سري للجوال بالمرفوض ومن العادات السيئة التي تسبّب في وضع حدّ للعلاقات الزوجية، وتأجيج الغموض بين الشريكين وتغطية الخيانة. وتعتبر الزوجات وضع الزوج «باسوورد» لجوّاله سلوكاً غير مقبول يؤدي إلى الطلاق. وكشفت الدراسة أنّ الأرقام السرية في الجوّال تثير حفيظة من يبحث عمّا يخفيه الطرف الآخر عنه.
وأفادت الدراسة أنّ حالة طلاق واحدة من بين كل 10 حالات ترتبط بمحاولة أحد الشريكين وضع رقم سرّي للجوال، وإخفاء أسرار وفَرض الخصوصية من جانب واحد وإجبار الطرف الآخر على رفع خصوصيته. وتشير الأرقام إلى أنه يمكن إنقاذ 13000 علاقة زوجية من الانهيار عن طريق تغيير سلوك أحد الطرفين سواء بالإعتراف بمبدأ الخصوصية، وبأن يكون لكل واحد من الشريكين رقم سري لجواله وأسراره وخصوصياته، أو الّا يكون هناك أي نوع من الخصوصية بين الزوجين فيتبادلان الأرقام السرية والهواتف ويبنيان جسوراً متينة من الثقة والحب والتفاهم تجنّبهما الشك والغيرة وسوء الظن، وتضمن لهما حياة زوجية سعيدة ومستقرة.
"الجمهورية"