للإدارة فن يتقنه القليل من الناس فقط .. وتحتاج إلى شخصيّة قياديّة تمتلك من السمات والصفات والمؤهلات ما لا يمتلكه الآخرون، فنسمع كثيراً عن أناس فشلوا في إدارتهم، بينما نسمع عن آخرين قد نجحوا في إدارة مشاريعهم أو شركاتهم، وبرعوا في مهامهم وأنجزوها على أتم وجه، فما هي الأمور التي تجعل من شخص ما يفشل كمدير، بينما ينجح غيره ؟ وما هي الأشياء الواجب توافرها في شخص ما لكي يصبح مديراً ناجحاً ؟
1- كن مرحاً وبشوشاً :
في أي مكان عمل فيه عدد من الموظفين، وارد أن يحدث بعض المشاكل،أو الأزمات بين الاشخاص،أو قد تحدث مشاكل في العمل نفسه كتأخير في التسليم عن الموعد المحدد،أو خطأ ما وقع فيه أحد الموظفين، وهذه كلها قد تصيب أي مدير بحالة عصبية قد تدفعه إلى التسرع، ربما في قولٍ ما، أو قرارٍ ما، أو حتى في البحث عن حل مناسب للموقف. وإذا كنت تريد أن تكون مديراً متميزا؛ عليك أن تقابل أي مشكلة بصدر رحب ووجه بشوش مبتسم، لا أقصد الإستخفاف بالموقف، وإنما تقبلها بروح أكثر انفتاحا دون عصبية حتى تستطيع البحث عن حل لها بذهن صافٍ . كما أن تلك الروح تدفع إلى الطمأنينة والإحساس بالأمان في نفوس موظفينك.
فالبسمة دائما لها سحر خاص في النفس، خاصة في وقت الأزمات والصعاب.
2- لا تستخدم سياسة فرض الأوامر :
عليك أن تتبع سياسة مختلفة وأكثر رقياً في التخاطب مع موظفيك في أثناء توجيهك لأمر ما، فالمدير الناجح هو الذي يستطيع أن يشجّع موظفيه دون أن يفرض عليهم الأمر، فيسارعون حينها إلى تنفيذه على أكمل وجه. هذه هي روح فريق العمل الصحيحة ، لا تتعامل من مكان أعلى وكأنك في أعلى السماء وهم دون الأرض .
تعامل وكأنك من الفريق نفسه،وجهودهم هي تكملة أساسية لجهود كلبلوغ الهدف.
3- كن مرشداً لموظفيك:
عليك أن ترشد موظفيك في عملهم من حين إلى آخر، وتزودهم بالمهارات اللازمة كافة لتأدية أعمالهم على أكمل وجه. وأن تتيح لهم الإمكانات التي تساعدهم في تحقيق ذلك. فالمدير الناجح هو من يعمل على تطوير من حوله ويبث فيهم روح التطوير الفعلي.
4- كن مصدراً للإلهام :
كما قلنا سابقا:إن مدير الشركة هو مصدر إلهام لكل موظفيه. فإذا كان خاملاً وكسولاً، فكل فريق عمله سيتسم بهذا السلوك الخامل، وإذا كان نشيطاً وناجحاً في عمله، ودائم التحرك يصبح مصدر إلهام لكل من يعمل معه،فيحفزهم لا إرادياً على اتباع سلوكه ونهجه في العمل.
5- كن محفزاً لمن معك :
لتكن ناجحاً كمدير عليك أن تزيد من قوة تحفيزك لموظفيك حتى يتفانوا في إعطائك أقصى ما لديهم من طاقة. أرسم لهم دائما خريطة لمستقبل واعد إذا ما اكتسبوا الخبرة اللازمة في العمل، وطوروا من أنفسهم ومن مهاراتهم. أما إذا لم يكن لديهم طموحات؛ حاول أن تخلق لهم تلك الطموحات وادفعهم إلى تحقيقها.
6- تخلى عن سياسة المجاملة :
المدير الناجح هو من يبتعد تماماً عن سياسة المجاملة، تلك السياسة التي تدفعه بخطى ثابتة إلى الهاوية. فعليك أن تتعرف إلى أخطائك، وتقر بها، وتحاول تصحيحها دون مجاملة أحد،أو تخطي أحدٍأو إيذائه لتصحيح هذا الخطأ. والمدير الناجح عليه ألا يقع في فخ تغطية أخطاء الآخرين، فهذا يمكنه أن يدمر الكيان ككل في ثوانٍ معدودة.
7- استمع لكل ما هو جديد :
عليك دائما أن تشجع الأفكار الجديدة والإبداعية بين موظفينك، وأن تستمع لها بعناية، وتبدي رأيك فيها، وألا تشعر موظفيك أنك تأخذها فقط ولا تعيرها أي اهتمام، فلعل فكرة منها قد تساعدك على التقدم أكثر والنجاح في مجال عملك.
8- تحلى بمنظور أشمل:
عليك أن تتحلى بمنظور شامل وواسع للقضايا والمواقف التي تتعرض لها بصفة يومية. فعليك أن تستمع لمختلف وجهات النظر بين موظفينك، وتحللها بصورة حيادية حتى لا تتعارض مع أي موظف في فريق عملك، وتثير ضغينة في نفسه ضد زميله وضد العمل ككل.
9- خلق جو عائلي مريح:
العمل ليس فقط موظفين وإدارة وشركة ومهام ومواعيد، وإنما هو كيان يجمع شخصيات مختلفة معاً، في مكان واحد تحت سقف واحد، لذا فإن هذه المجموعة كي تصبح ناجحة؛ عليها أن تتشاطر الفرح والحزن، الجيد والسيء، كالعائلة بالضبط، فأنت تشعر بدفء العائلة أثناء الصعاب وتكاتف أفرادها معاًأمام أي أزمة. لذا فالعمل الناجح هو من ينجح في خلق تلك الرابطة القوية التي بدورها تدفع كل موظف إلى أن يحافظ عليها متكاملة ورائدة وناجحة. والمدير الناجح هو من يستطيع جمع موظفيه حوله كأفراد عائلته ويعاملهم كأصدقاء له ولا يفرق بين أحد منهم ولا يجامل أحداً على حساب الآخر . واذا ما ساعد أحداً منهم يجب أن يساعد الآخرين أيضاً ويمد لهم يد العون دائما .
10- اجعل موظفيك يثقون بك :
المدير الناجح هو من ينجح في زرع الثقة به في نفوس موظفيه، وذلك من خلال معاملته لهم وتصرفاته وقرارته الحكيمة، ووعوده التي يفي بها معهم. المدير الناجح ليس فقط من يحقق النجاح في إتمام المهام الموكلة إليه، ولكنه من ينجح في خلق رابط قوي من الثقة المتبادلة بينه وبين موظفيه.
© www.eliktisad.com