Homepage »     Skip page »

العطلة الصيفية… متعة عائلية

إقتربت الإجازة الصيفية التي ينتظرها الجميع. كلّ بيت يستعد لها على طريقته الخاصة وبحسب إمكاناته المادية. وتتميّز الإجازة الصيفية بالمشاريع والنشاطات التي يمكن أن يمارسها الطفل أو الراشد داخل بيته أو خارجه، ولها أهمية على الصعيد النفسي، وأبرز حسناتها أنها تُفسح مجال الاسترخاء لأفراد المجتمع. ولكن يدور الكثير من الأسئلة في أذهان الناس، منها: كيف أقضي إجازتي مع العائلة؟ كيف أستفيد من وقت الفراغ خلال الإجازة؟ وهل يجب أن أضع برنامجاً دراسياً لأطفالي؟ ليس هناك أجمل من العطلة الصيفية، إذ يترك بعض العمّال، بالإضافة إلى الطلّاب وتلاميذ المدرسة، كل مسؤولياتهم، ليسترخوا ويمرحوا.

ولتمضية عطلة جميلة مع الأهل والعائلة والأصدقاء، يجب مراعاة النقاط التالية:

أولاً: تحديد مكان الإجازة.

ثانياً: الإنتباه الى قيمة الوقت الذي يمرّ بسرعة، واستغلاله، خصوصاً وقت الفراغ، إذ يجب أن يتحوّل إلى وقت تستفيد منه العائلة .

ثالثاً: التخطيط المسبق للإجازة من خلال تَشارك جميع أفراد العائلة في تحديد النشاطات الملائمة.

العطلة الصيفية والأطفال

يستفيد الأطفال من عطلهم الصيفية للقيام ببعض النشاطات المناسبة لأعمارهم، منها:

1 – ما بين السنتين وما دون العشر سنوات

يمكن للأم والأب تسلية الطفل الصغير من خلال اللعب معه خلال العطلة الصيفية. فللعب أهمية كبرى عند الطفل، لأنه يساعد في تنمية حواسه وانتباهه وتقوية طاقاته وإظهار مواهبه. ويقرّب اللعب الأطفال من أهلهم ما يقوّي العلاقة بينهم.

ومن النشاطات الخارجية التي تساعد أطفالكم: التنزّه في الحديقة العامة أو في الغابة، السباحة والنشاطات الإجتماعية المختلفة، السفر أو الانتقال لتمضية بعض الوقت في الجبل… أما النشاطات التي يمكن أن يقوم بها الطفل في البيت، فهي: الدرس والتلوين ومشاهدة التلفاز لوقت محدّد والاستماع الى قصص يقرأونها له…

2 – أولاد من عمر عشر سنوات وما فوق

بالنسبة لهذه الفئة العمرية، يمكن للأهل أن يوجّهوا أولادهم ليمارسوا نشاطات صيفية جمّة، يستفيدون منها إجتماعياً ونفسياً. فالكثير من المراكز تُخصّص نشاطات صيفية مناسبة لأعمار الأولاد وقدراتهم. ويتعلّم الولد من خلال هذا النوع من النشاطات كيفية المشاركة ومساعدة الآخر ومساندته في وقت الضيق، كما يخرج مع أهله إلى الأماكن العامة كالحدائق.

أما في البيت، فيمكن أن يخصّص الأهل وقتاً لولدهم يحادثونه خلاله عن مواضيع تهمّه ويستمتع بالتكلّم عنها. وفي هذا العمر، يبدأ اهتمام الولد بالمطالعة، ودور الأهل يكمن في تشجيع هذا النشاط وشراء القصص المناسبة لعمر ولدهم، بالإضافة إلى المجلات العلمية المفيدة. ويمكن أن يختار الولد بنفسه القصص التي يحبّ أن ترافقه خلال وقت الفراغ.

ومن النشاطات الممتعة أيضاً مرافقة الأهل لأطفالهم إلى المكتبات العامة، والمشاركة في الندوات التي يرغبون بحضورها، واصطحابهم إلى المتاحف والحفلات الموسيقية ودور السينما وغيرها من الأماكن التي يمكن أن يكتشفوا فيها كلّ جديد ويتعلموا في آن واحد. بهذه الطريقة غير المباشرة، يمكن تَحبيب الأولاد بالعلم واكتشاف مواهبهم وميولهم الفنية.

أمّا بالنسبة للتلفاز، فإنّ الأهل يحدّدون لولدهم الساعات التي يمكن أن يشاهد فيها البرامج التلفزيونية، ودورهم يكمن في مراقبة نوعية البرامج التي يشاهدها. وينطبق ذلك أيضاً على استخدامه الحاسوب والإنترنت والألعاب الإلكترونية. وأخيراً يمكن تشجيع الأولاد على ممارسة الرياضة يومياً مع الأب والأم، خصوصاً أنّهما قدوة لهم.

الفروض الصيفية خلال العطلة

بعد عناء الاستيقاظ باكراً، والسهر والدرس والذهاب يومياً إلى المدرسة، حان وقت الاستراحة والرحلات والزيارات. لكنّ كلّ ذلك لا يعني أن نُهمل الفروض الصيفية ولا نتذكرها إلّا في نهاية العطلة.

ففي كل يوم يجب أن يخصّص الأهل وقتاً للدراسة، يمتدّ من ساعة إلى ساعتين. كما يجب عليهم أن لا ينسوا القصص التي يجب أن ترافق أولادهم خلال الإجازة، لأنها تساعد في تنمية خيال الأطفال وتقوية قاموسهم اللغوي…

العطلة الصيفية للزوج والزوجة

العطلة الصيفية ليست فقط للأطفال، بل هي لجميع أفراد العائلة، وينتظرها الكبار كالصغار للاسترخاء والاستمتاع بجوّ الصيف الجميل. ونستعرض بعض النقاط التي يمكن أن يقوم بها الزوج والزوجة للاستمتاع بالعطلة:

أولاً، تمضية العطلة الصيفية في مكان يحبّه جميع أفراد العائلة: على البحر أو في الجبل. وفي كلا الحالتين، يمكن ممارسة الرياضة مع الشريك وتمضية بعض الوقت إلى جانبه.

ثانياً، المشاركة في رحلات استكشافية ومُسلّية في آن واحد.

ثالثاً، خلال الإجازة الصيفية، تكثر النشاطات الثقافية والفنية وتنظّم الكثير من المراكز دورات في الفنون المختلفة. لذا، يمكن للأبوين أن يشاركا في تعلّم أحد الفنون كالرقص أو الرسم أو تعلّم لغة أخرى أو حتى تقنيات التصوير… والإستماع إلى الشرح والاستمتاع في التطبيق.

هكذا في كلّ إجازة يمكنهما التركيز على فنّ معيّن يحبّانه، وبالتالي تعلّمه وتطبيقه. وخلال هذه الدورات، يمكنهما التعرّف الى أشخاص جدد يشاطرانهما اهتماماتهما الفنية.

رابعاً، السفر مع الشريك لاكتشاف بلدان وعادات وتقاليد مختلفة. فالسفر يساعد على كسر الروتين الذي يمكن أن يشعر به الزوجان بعد مرور العديد من السنوات على زواجهما.

خامساً، المشاركة في سهرات وحفلات موسيقية تُعيد الشباب، ولَو لوقت قصير. وطبعاً إنّ هذه النشاطات يقوم بها فقط الزوج والزوجة من دون الأطفال.

اسم الكاتب: د. أنطوان الشرتوني

المصدر: الجمهورية

© www.aljoumhouria.com

Homepage »     Skip page »