Homepage »     Skip page »

إذا ولعت... كيف نتزوّج؟

سينتيا سركيس

بريق ماسيّ في عينيها، تخصّل الشمس على وجنتيها أمنيات بالحبّ الأبدي، فتذعن للقلب وتمضي تعدّ الأيام لا بل الساعات، التي تفصلها عن يومها الأبيض، حينما ستشتبك يدا الحبيبين ليعلنا عاشقين إلى الأبد أمام الله والأحباء.

كلّ فتاة تحلم منذ نعومة أظافرها بالفستان الأبيض، والزغاريد تتسابق على مسمعها مثلها مثل حبات الأرز المتناطحة بعضها بعضا من على شرفة الجيران... تأخذها الأحلام فتحاول ان تخيط فيها صورا ولا أجمل ليوم الزفاف الموعود.

وإذا كنّا في لبنان، لا بدّ من أن تبدأ مسيرة التحضيرات قبل أشهر وربما قبل سنة، تنشغل العروس بتفاصيل تشكّل احجيات بالنسبة للعريس، بالكاد بإمكانه فكّ رموزها. تراهما يتنقلان بين استديوهات المصوّرين، و"مشاتل الزهور"، وقاعات الرقص بحثا عن "الزفة" الاجمل، كما يتحوّلان إلى متذوّقين صارمين: كيف لا، وهما بصدد اختيار قائمة الطعام الألذّ لمدعوّيهما ليلة الزفاف! هنا سلمون كثير الملح، وهناك وزّة تحتاج مزيدا من البهارات... "زنود الست دبلانين"، والحلويات "حلوة كتير"!!

وإذا ما أرادا عرسًا في حديقة أو قرب البحر، فهنا رواية أخرى: ستجدهما يتنقلان بين منتجع وآخر، يعاينان الأشجار عن كثب، يتفقدان العشب ويستطلعان المكان، فالحجز هنا يحتاج ميزانية عالية، وتوقيع اتفاقيات تشير بوضوح إلى كيفية تقسيط المدفوعات.

إلا أن أمرا واحدا لم يتنبّه له في احد في لبنان باستثناء مكان واحد يؤجر حديقته لإقامة حفلات الزفاف. حيث أنه أضاف في الاتفاقية بندا أساسيا، يشرح فيها الخطوات الواجب اتباعها في حال اندلعت الحرب في لبنان. وفي الصورة المرفقة، تجدون ما ورد حرفيا في اللغة الانكليزية، والتي توضح أنه في حال "الحرب في لبنان" يحق للفريق الاول "صاحب الحديقة" الاحتفاظ بالدفعة الاولى المقدّمة من الطرف الثاني "العروسان"، كما تشير إلى كيفية التعويض على الجهة المتضررة.

نعم، صدّقوا أو لا تصدّقوا ! ففي أعراسنا أيضا مكان للحرب إن وقعت. قد نكون البلد الوحيد في العالم الذي يكتب في أفراحه سطورا للأمن المهتزّ، وقد نكون الوحيدين في العالم أيضا الذين، ورغم كل شيء، نحجز للأمل كرسيا إلى جانبنا. من دون رئيس ولا سلطة تشريعية، نعيش... مهما ابتلينا بويلات نعيش... نكتفي بـ"فتات" سلطة تنفيذية، وكثير من الصبر، لنستمرّ ونعيش...

ولكن السؤال يجوز: بعد التحضير والتدقيق والحجز... إذا "ولعت" كيف نتزوّج؟

© www.mtv.com.lb

Homepage »     Skip page »